مصر تعتبر أول دولة عربية و إفريقية تقيم علاقات مع الصين منذ عام ١٩٥٦
العلاقات المصرية الصينية في الأزمنة السابقة كانت جامدة وغير مؤثرة حتى عام 2011
التطور الكبير في العلاقات المصرية الصينية بدأ منذ عام ٢٠١١
مصر نوعت علاقاتها بعد ثورة يناير واتجهت شرقاً
العلاقات المصرية الصينية شهدت تطورا كبيرا في عهد الرئيس السيسي
الصين وقفت بجانب مصر في مجلس الأمن بعد ثورة يناير وهذا موقف لا يقدر بثمن
على العرب أن يتحدوا للدفاع عن قضيتهم
هناك تفكك عربي ولا يوجد توافق على أي شئ
فراغ القوة في المنطقة يجذب أصحاب المصالح لملئ هذا الفراغ للاستيلاء على الثروات
كتبت نجوى رجب
أكد السفير د مجدي عامر أن العلاقات المصرية الصينية قديمة جدا وترجع لعام ١٩٢٨ ، منوها إلى أن التاريخ الرسمي لاستقلال مصر كان عام ١٩٢٢ ، مشيراً إلى أن مصر بدأت تقيم علاقات خارجية بعد هذا التاريخ مع العالم ، موضحا أن مصر بدأت في إقامة علاقات مع الصين بالتحديد منذ عام ١٩٢٨ .
ونوه مجدي عامر سفير مصر الأسبق لدي الصين في ( حوار خاص )، أن الصين مرت بعدة قلاقل وكان هناك نزاع مسلح ، مشيرا إلى أن المفوضية المصرية في الصين وقتها كانت تحل محل السفارة المصرية ، موضحا أن فترة القلاقل التي مرت بها الصين وصلت إلى عام ١٩٤٩ ، عندما قامت الثورة الشيوعية ، حيث بدأ الحكم الشيوعي في الصين عام ١٩٤٩ ، مؤكدا أن هذه الفترة بدأت معظم المفوضيات في الإنسحاب بسبب هذه الأحداث.
وأكد عامر أن مصر بعد الثورة الشيوعية في الصين ، أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين عام ١٩٥٦ ، مشيرا إلى أن العلاقات الصينية المصرية قائمة منذ ٧٠ عاماً ، لافتاً إلى أن مصر تعتبر أول دولة عربية و إفريقية تقيم علاقات مع الصين منذ عام ١٩٥٦ ، موضحا أن العلاقات المصرية الصينية بدأت بالفعل منذ عام ١٩٢٨ عن طريق التواجد المصري الدبلوماسي في الصين ، وأيضا بالتواجد الدبلوماسي الصيني في مصر .
وأشار أنه منذ عام ١٩٥٦ وقت حكم الرئيس جمال عبد الناصر مرورا بالرئيس السادات وفترة حكم الرئيس مبارك ، حتى عام ٢٠١١ ، كل هذه الفترة كان هناك علاقات مصرية صينية ولكن كانت توصف بأنها علاقات جامدة ، أو بمعني أخر العلاقات الدبلوماسية العادية ، ومنها تأييد الصين للقضية الفلسطينية والقضايا العربية ، وبالمقابل تأييد مصر للصين الواحدة ، مع الإعتراف أن تايوان جزء من الصين .
ونوه أن التطور الكبير في العلاقات المصرية الصينية بدأ منذ عام ٢٠١١ ، بعد وقوع ثورة يناير ، لافتاً إلى أن وقتها أخذ الغرب كله موقف عدائي من مصر ومن الثورة ، حتي عام ٢٠١٣ ، مشيرا إلى أن التطور الحقيقي في العلاقات المصرية الصينية بدأ بعد عام ٢٠١٤ عندما استقرت مصر وجاء الرئيس السيسي وقتها رئيسا لمصر .
وقال عامر أنه كان سفير مصر في الصين في فترة حكم الرئيس حسني مبارك عام ٢٠٠٢ إلى ٢٠٠٦ ، وأيضا تولى سفيرا لمصر في الصين في فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ عام ٢٠١٣ إلى عام ٢٠١٧ ، مؤكدا أنه شاهد على العلاقات المصرية الصينية فترة ما قبل وما بعد ثورة يناير ، مشيرا إلى أن الرئيس مبارك قام بزيارة الصين ولكن لم يكن هناك تفاعل بشكل كبير أو شئ لافت في العلاقات مثل وجود استثمارات كبيرة أو تبادل تجاري برقم كبير .
وأوضح أن أول زيارة للرئيس السيسي للصين كانت في ديسمبر ٢٠١٤ بعد تولى الحكم بستة أشهر ، مؤكدا أنه كان سفير مصر في الصين وقتها ، و أن الرئيس السيسي قام بزيارة الصين ٨ مرات متتالية في عشر سنوات ولم تتوقف الزيارات غير فترة كورونا ، مؤكدا أن هذا يعتبر تطور كبير في العلاقات المصرية الصينية ، مشيرا إلى أن الزيارات على مستوى الوزراء مستمرة طوال الوقت .
وأكد أن الزيارة الأولي للرئيس السيسي للصين عام ٢٠١٤ تعتبر هى بداية العلاقات القوية ، و تم ما يسمي بالعلاقات المشتركة الإستراتيجية الشاملة ، موضحا أن سبب التطور الكبير في العلاقات المصرية الصينية ، كان بعد ثورة يناير عندما أخذ الغرب كله من مصر موقف عدائي ، ووقتها للأسف وقبل هذا التاريخ كانت مصر مركزه كل علاقاتها مع الغرب وهو خطأ كبير من جانب مصر وقتها ، أن تضع كل علاقاتها في سلة واحدة مع الولايات المتحدة الأمريكية وبعدها الغرب رقم ٢ ، وكانت علاقات مصر وقتها محدودة جداً بالأطراف الأخري ، موضحا أن قبل هذا التاريخ كانت هناك علاقات مصرية صينية ولكن لم تكن بشكل مميز .
ولفت إلى أن العلاقات المصرية الروسية أيضا بعد تفكك الإتحاد السوفيتي كانت غير مميزة ، مشيرا إلى أن هناك أطراف أخري أسيوية لم تعيرها مصر إهتمام مثل الهند ، وأمريكا اللاتينية كانت مهمله تماما ، وكان كل إهتمام مصر بالغرب وأمريكا ، موضحا أن مصر تداركت هذا الخطأ و بحثت عن علاقات أخري بعد ثورة يناير.
ونوه أن القيادة المصرية الجديدة المتمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أول يوم بدأت تدرك هذا الخطأ في العلاقات و أعادت النظر مرة أخري واتجهت شرقاً ( الاتجاه شرقاً) ، موضحا أن سياسة أمريكا هي الضغط طوال الوقت على الدول وليس على مصر وحدها ، مؤكدا أن أمريكا تدير سياستها بهذا الشكل مع كل الدول ، لذلك مصر اتجهت شرقاً نحو الصين واليابان وكوريا والهند وسنغافورة ، مشيرا إلى أن العلاقات بين الدول لا تقوم فقط على العلاقات السياسية بل تتطرق إلى العلاقات الإقتصادية والثقافية والعسكرية ، والسياحية ، و الأمنية والتعليمية .
وفي سياق متصل أكد عامر أن مصر نوعت علاقاتها بعد الثورة ، مشيرا إلى أن مصر بعد ثررة يناير كانت تعيش في وضع اقتصادي سيئ ، والغرب أخذ موقف عدائي من مصر ، لافتا إلى أن الصين كان لها موقف محترم مع مصر بعد ثورة يناير ،و بدأت العلاقات تأخذ شكل جاد ، أصبح هناك مشروعات مشتركة مع زيادة حجم التبادل التجاري ، وبدأت الشركات الصينية بالتواجد بشكل كبير في مصر ، كما بدأت الإستثمارات الصينية تتدفق بقوة ، لافتا إلى أن كل هذا ساعد مصر على تحسين أوضاعها الإقتصادية ، و بدأت البعثات والزيارات والتبادل السياحي بشكل مميز مع الصين وغيرها من الدول من الدول الأسيوية ، لافتا الى أن مصر فتحت آفاق تعاون مع الأرجنتين والبرازيل ودول أفريقيا ، مشيرا إلى أن مصر كان أمامها تحدي كبير بعد الثورة عندما بدأ الغرب في أخذ موقف عدائي من مصر بعد الثورة فكان لابد لمصر أن تنفتح على الآخرين لمواجهة التحديات .
وأوضح عامر أن الصين ساندت مصر في مجلس الأمن وكان لها موقف إيجابي مع مصر ، مشيرا إلى أن الغرب متمثل في أمريكا وبريطانيا واستراليا هؤلاء الدول الثلاث كانوا يريدون مناقشة وضع مصر بعد ثورة يناير في مجلس الأمن لإصدار عقوبات ضد مصر ، ولكن الصين رفضت ، مشيرا إلى أن الصين وروسيا أكدوا في مجلس الأمن أن ما يحدث في مصر وقتها يعتبر شأن داخلي وقضية داخلية وعلى مصر أن تحلها بنفسها ، ولا علاقة لمجلس الأمن بها ، فوقفت الصين هذا التحرك ضد مصر ، كما رفضت الصين وروسيا بحث هذا الأمر بشكل رسمي أو غير رسمي ، كما رفضت الصين وحدها أن يصدر بيانا من رئيس المجلس ضد مصر أو الحديث في هذا الشأن ، مؤكداً أن هذا نوع من المساندة الصينية لمصر لا تقدر بثمن .
وأكد عامر أن تنويع العلاقات مع دول مميزه وبشكل مميز ، أمر مهم جداً للاستعانة بها وقت الحاجة ، مشيراً إلى ضرورة أن تكون هناك علاقات سياسية بشكل متوازن بجانب العلاقات الاقتصادية ، لافتا إلى أن خطوط مصر للطيران أول ما بدأت تقوم بتوجيه رحلات إلى الصين عام ٢٠٠٢ كان هناك رحلتين متجه من مصر إلى الصين في الأسبوع ، اليوم هناك ٣٥ رحلة في الأسبوع الواحد وهذا يعكس حجم العلاقات في كل المجالات بين مصر والصين .
وأكد عامر أنه على العرب أن يتحدوا للدفاع عن قضيتهم وهي القضية الفلسطينية وليس مطلوب من الصين أو غيرها أن تأتي وتحارب نيابة عن العرب ، لافتا إلى إمكانية مطالبة مسانده ولكن غير ممكن أو معقول أن نطلب من الصين أن تأتي تحارب بالنيابة عن العرب .
ونوه أن هناك تفكك عربي ولا يوجد توافق عربي على أي شئ ، ولا يوجد موقف قوي موحد عربي تجاه ما يحدث غير بيانات الإدانة ، لافتا الى أن كل هذا سبب في فراغ قوة في هذه المنطقة ، أدي إلى وجود أطراف قوية تريد ملئ هذا الفراغ مثل إسرائيل و تركيا و إيران ، لافتا إلى أن كل الدول لها مصالح وتتكالب على منطقة الثروات ، مؤكدا أن سبب المشكلة والأزمة في المنطقة هي فراغ القوة ، موضحا أن مصر حاولت ملئ هذا الفراغ على قدر استطاعتها واستمر العرب في عدم مساندة مصر للأسف حتى اقتصاديا على الأقل ، مؤكداً أن الصين تساند مصر وغيرها ولكن أصحاب القضية عليهم أن يتحركوا.
